بحث

السبت، 24 ديسمبر 2011

الخبيزة نبات غني بالمكونات الطبية والعناصر الغذائية الخبيزة تطهر المسالك التنفسية والبولية


الخبيزة أو البقولة كما نسميها في المغرب من النباتات الشتوية التي تساعد على مقاومة كثير من الأمراض المترتبة عن البرد والتي تصيب الحلق على الخصوص كما سنرى. ونبات الخبيزة موجود بكثرة في المغرب، وهو نبات بري لا يزال في الطور الطبيعي، وتسهل زراعته إذا أراد الناس أن يزرعوه، وقد لا يتطلب ماءا كثيرا لأنه نبات شتوي بامتياز، وهو أول ما يظهر من الحشائش في فصل الشتاء. وقد يمتد إلى نهاية شهر مارس، حيث يبدأ في الإزهار وتتصلب سيقانه فلا يصلح للأكل. لكن الفوائد تكون في الأزهار والجذور والحبوب أو البذور. والخبيزة سميت بهذا الاسم لأن الأوراق تشبه الخبزة في استدارتها، لكننا لا نرجح هذا التفسير وإنما سميت كذلك لأن البذور هي التي تشبه الخبزة، وربما يلاحظ الناس ذلك. لأن تصفحنا لهذا النبات جعلنا نفهم جيدا لماذا سمي بهذا الاسم وهو ليس اسم علمي بل اسم وصفي.
 تعتبر الخبيزة من الفصيلة الخبازية  ويعرف النبات علمياً باسم Malva Pazvifloza  منة أنواع برية تجنى للأكل أو تستعمل في الطب، وهناك بعض الأنواع التي تزرع في بعض الدول لأزهارها ، أو لأكلأوراقها مطبوخة. وتحتوى أوراق الخبيزة على مواد هلامية ، ومواد قابضة ، وقليل من المواد الدابغة.
والخبيزة عشب حولي يبلغ ارتفاعه ما بين 10 إلى 35 سم. وأوراقه مستديرة الشكل بحواف مسننة. وتكون أزهار الخبيزة صغيرة الحجم، وذات لون بنفسجي باهت متجمعة في آباط الأوراق. وتخرج ثمرة خشنةومشققة. وتنتشر الخبيزة في الوديان والمزارع ، وحول المنازل ويقل وجودها في أعالي الجبال .
رغم أن بعض الكتابات تتحدث عن نبات دائم و سنوي فالخبيزة نبات موسمي لا يتعدى شهر مارس إذا كان بريا، والخبيزة من البقول التي تسبق في النمو كل الأعشاب، وتنمو جيدا في فصل الشتاء الذي لا يزيدها إلا نموا واشتدادا. ونبات الخبيزة ينمو بريا بالقرب من السكان، ويوجد كذلك في الحقول مع المزروعات، ويفضل أن لا يستهلك الناس الخبيزة التي تنبت بالقرب من السكان، لأنها ربما تنبت على تربة نجسة من شأنها أن تتسبب في بعض الأمراض الخطيرة، خصوصا الأماكن التي يتجمع فيها البراز.
تحتوي الخبيزة على ستيرولات وتربينات ثلاثية ومواد هلامية وفلافونيدات وكومارينات وحمض السالسيليك وأحماض فينوليه وطبعا مركب الكلوروفايلأما الجذر فيحتوي على نشا ومواد عديدة السكاكر وأسباراجين وحمض العفص. ومن أشهر الفلافونيدات التي تمتاز بها الخبيزة نجد المالفين والدلفنيدين، وتحتوي على مادة الهليونين, و الألثين, والبكتين, والكويرسيتين, لعاب نباتي , انثوسيانات , فيتامين أ ب س
 وطبعا فمكونات الخبيزة لا يمكن حصرها نظرا لقلة الأبحاث التي أجريت عليها، وربما يرجع العلم إلى هذا النبات، لأنه أعطى نتائج عالية في علاج بعض الأمراض، ويعرف نبات الخبيزة بتطهيره للبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية, وهذه الأمراض ترتبط طبعا بالسعال والكحة والتهاب الغشاء المخاطي، لكن الغريب هو فعالية الخبيزة في التبول حيث يعمل كمدر للبول ومطهر للمتانة، ويساعد الأطفال خصوصا في فصل البرد. وتعتبر جذور الخبيزة كذلك نافعة في بعض الأعراض التي تزعج الناس، ومنها التبول المؤلم وآلام المسالك البولية، وتستهلك الجذور كنقيع حيث تغلى مع الماء ثم تشرب وقد تؤكل طازجة لكن يجب الحذر من الخبيزة التي تنبت في أماكن نجسة، وهو ما يجعل الناس لا يقبلون على استهلاك الخبيزة.
والخبيزة تلين البطن وتدر البول ، وخاصة القضبان دون الأوراق، فهي نافعة للأمعاء والمتانة، والبدور أنفع للرئة وخشونة الصدر. وورقه ينفع في تسكين السعال ، وأزهارها نافعة لقروح الكلي والمتانة شربا وضمادا.
وتحتوي جذور الخبيزة على مادة سائلة بيضاء حيث تسيل كلما قطع الجذر أو أي جزء من البقولة. وتكون هذه المادة البيضاء شديدة المرارة نظرا لطبيعة الفلافونويدات الموجودة فيها وهي نافعة لأصحاب السكري، والقلب وآلام الظهر. والمعلوم أن كل المركبات المرة الموجودة في النبات تعتبر مواد علاجية أو طبية. والخبيزة تدخل في تغذية الطفل والمرأة الحامل والمصابين بالسكري والكوليستيرول، والمصابين بالحصى في المرارة والأشخاص الذين يعانون من الإمساك والتهاب القولون.
 وبما أن الخبيزة تكون تقريبا في نفس الفصل الذي يظهر فيه السكوم، فإن استهلاكهما معا يكون بفائدة أكبر ويعطي نتيجة أعلى، ويفضل استهلاك الخبيزة مع السكوم للحصول على المركبات العلاجية بمستوى مرتفع، ولما يجتمع السكوم مع البقولة أو الخبيزة فإن العلاج يصبح سهلا، وهذه الوجبة هي علاج آلام الظهر والأعراض المرتبطة بالبرد.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعجبني